جو
معلوف اسم بات مرادفاً للمشاكل بالنسبة إلى كثير من السياسيين وعدد من
الإعلاميين والفنانين، ولعلّ السبب في ذلك هو أنّ الإعلامي الشاب لا يتقن
فن المواربة أو التنميق، وقد اعتاد أن يرفع الصوت عالياً في فضاء الحرّية
بعد سنوات من العمل في الحقل الإعلامي في ميداني الإذاعة والتلفزيون،
يتبرّأ جو معلوف اليوم من لقب "إعلامي"، مفضّلا عليه توصيف "الشاب اللبناني
الذي يسعى جاهداً إلى إيصال رأيه الحر إلى الناس"، هذا ما يقوله مدير عام
إذاعة "جرس سكوب اف ام" لـ"الجمهورية" قبل يوم واحد من انطلاق برنامجه
الجديد على شاشة MTV اللبنانية بعنوان "إنتَ حر".
خلال استراحة قصيرة كان يأخذها في أحد مكاتب MTV، جرى حديثنا مع جو الذي
كان تاريخ 6 آذار 2012 الساعة العاشرة إلّا عشر دقائق يؤرق ليله ويشغل باله
في الفترة الأخيرة، بعد أن استقرّ عليه موعداً نهائياً لبث الحلقة الأولى
من برنامجه الجديد المباشر على الهواء.
البرنامج إذاً بعنوان "إنتَ حرّ"، وقد احتفظ جو فيه بكلمة "حريّة" التي حملها معه من عنوان برنامجه الإذاعي الشهير "أنا حرّ".
في هذا الخصوص يرى جو أنّ "الـ إنتَ أحلى بكثير من الـ أنا، وبها أتوجّه
إلى كل مواطن لبناني من خلال هذا البرنامج لأقول له إن لديه الحريّة
الكاملة ليقول رأيه ويطرح قضيته".
أما الموضوعات التي سيتمّ التطرّق إليها، فهي "كل موضوع يهم الرأي العام
اللبناني، فالحلقة مدتها تقريباً ساعة وعشر دقائق، سيتخلّلها طرح 5 موضوعات
مختلفة على الأقل، ما يعني أن كل موضوع لن يستغرق أكثر من 10 أو 12 دقيقة
على الهواء، من ضمنها فقرة الضيف الذي قد يكون معنا في الاستوديو
والاتصالات المباشرة من المواطنين". ويفصّل: "قد نختار طرح محور من القضايا
المستجدّة المطروحة على الساحة الإعلامية، ولكننا لن نكتفي بذلك إنما
سأتحدّى نفسي وفريق الإعداد في هذا البرنامج، لنثير بدورنا قضايا لم يتم
طرحها سابقاً فنعالجها من دون محاذير، والموضوعات قد تكون سياسية،
اقتصادية، جنسية، اجتماعية أو حتى فنية، ولكنها يحب أن تكون ذات أهمية
كبيرة لنطرحها في البرنامج".
أما عن نوعية الضيوف، فيقول جو: "هم أشخاص معنيون بالإجابة عن الأسئلة
المحددة المتعلّقة بالقضية المطروحة، وأستبعد كثيراً أن يكونوا من
السياسيين، لأنّ لهؤلاء نصيبا أكبر من الانتقاد والهجوم لنأخذ منهم حق
الناس. وفي حال استضفنا أحد السياسيين، فلا بد أن يكون هذا السياسي متصالح
جداً مع نفسه، ومستعد لنطرح معه الموضوع بكل جرأة".
أما عن التقارب بين برنامجه وبرنامج "تحقيق" للإعلامية كلود أبو ناضر هندي،
فيوضح: "كلود أصبحت زميلة لي بعد انضمامي حديثاً إلى MTV، ولكنني أتابع
برنامجها منذ زمن طويل، وأنا معجب جداً بطريقة عملها وبالقضايا التي
تطرحها. ولكن الفرق كبير بين "تحقيق" و"إنتَ حرّ"، فالأوّل مسجّل بينما
الثاني مباشر على الهواء، كما أننا لا يمكن أن نتوسّع بموضوعاتنا كما كلود،
نظراً لمدّة الحلقة وعدد القضايا المطروحة في الحلقة الواحدة". ويضيف: "في
النهاية، البرنامجان يصبّان في مصلحة المجتمع، وهما من ضمن الرسالة التي
قرّرت MTV تبنّيها".
أما عن السؤال الأهم، وهو مساحة الحريّة في برنامجه، فيقول جو بواقعية
كبيرة وبعيداً من الشعارات الرنّانة: "الإذاعة تشهد كيف مارست حرّيتي ولم
أحنِ رأسي لأحد. وفي التلفزيون وMTV تحديداً، أقول بصراحة إنني أعِي تماماً
أن MTV هي من أهم المحطات التلفزيونية في البلد حالياً، إن لم تكن الأهم،
وأعِي أيضاً أن للمحطة توجّهات ومصالح معيّنة، وانا لست هنا لأفتعل المشاكل
من دون أدنى اعتبار لهذه التوجّهات". ويضيف معلّقاً: "ما بَدنا نتخَبّى
ورا إصبعنا"، ويتابع: "ولكن المفارقة هي اننا صوّرنا أكثر من حلقة تجريبية
من البرنامج، وفي الحلقة الأخيرة صدمني الأستاذ ميشال المرّ، لأنه قال لي:
أريدك أن تذهب أبعد في طرحك وأن تكون أكثر حريّة وجرأة بعد، وبذلك يكون قد
حرّرني من التحفّظ اللاشعوري الذي كان عندي، وشجّعني أن أذهب في حريّتي
وجرأتي إلى أبعد الحدود".
ويضيف: "لن يكون لدينا أجندة تخدم طرفاً واحدا في البلد، ولكننا في المقابل
سننتقد العضو العاطل في الموالاة كما في المعارضة، ولن نوفّر أحداً لأن
المواطن هو من يدفع الثمن دوماً، وليس من المنطقي أن يكون جميع من في 14
آذار أو جميع من في 8 آذار من الأخيار، لذا لا بد من طرح الرأي والرأي
الآخر".
ويختم حديثه، قائلاً: "أدرك تماماً أن المرحلة المقبلة ستكون مُنهكة
بالنسبة إلي، فسيتخلّلها معارك طاحنة مع كل شخص سرقنا ونهبنا وعتّم على
القضايا التي تهمّنا، وحَوّلَ المصالح العامّة إلى مصلحة خاصّة. وأتوقّع
عداوةً مع نصف سياسيي البلد، ولكني مستعد لهذه المرحلة جسدياً ونفسياً. وهي
وإن كانت ستضنيني، إلّا أنها لن تكسرني".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق