"" لهذه الأسباب... لا يتغزّل الرجل بزوجته! ""

يتمتّع الرجل اللبناني بثقافة شاملة ويتكلّم لغات عدة، وهو الى ذلك أنيق، ملابسه اجمالاً فاخرة، وهو مما لا شك فيه، مواكِب للموضة سواء بما يتعلّق به او بزوجته وأولاده. إلا انه، والحق يقال، طليق اللسان مع الآخرين وضنينه مع زوجته وأم أولاده، لمَ يا ترى؟




فهو عندما يتلقى مخابرة من صديق مثلاً، يبادره قائلاً: "أهلاً حبيبي كيفك اشتقتُ إليكَ كثيراً؟" او يخابر ابنة اخته ليطمئن الى صحّتها فيقول لها: "كيفك يا حياتو لخالو؟ حبيبة قلبي انت، إنشالله غدت صحّتكِ أفضل حالاً؟" وعندما تتصل به شقيقته لتعتذر عن عدم مجيئها الى حفل الغداء الذي دعتها اليه زوجته: "ولا يهمِّك يا قمورة، تسلميلي انتِ... أكيد ما راح تزعل منك"؟

عبارات رقيقة تتمنى ان تسمعها الزوجة من "شهريارها" الا انه يصرّ على الصمت والتكتم في كل ما له علاقة برفع معنوياتها ودعم ثقتها بنفسها والتكهّن بمدى تقديره لها... لا يوجّه لها سوى الإنتقادات من طراز "هذا العطر غير مناسب لك؟"، "هذه البلوزة غير لائقة لا ترتديها"، "لمَ بدلّتِ لون شعرك؟ أعيديه كما كان والا لن تكوني مسرورة". وإثباتاً على ذلك، في احدى المرات، أصرّ المزيّن النسائي على إحدى السيدات بضرورة إتباع الموضة حتى أقنعها باعتماد اللون الأحمر النبيذي لشعرها بدلاً من الكستنائي الفاتح، فوافقت المسكينة وعندما أتى زوجها لاصطحابها الى المنزل، جنّ جنونه فما كان منه الا ان قال للمزيّن متوعّداً: "أريدها مثلما أتيتك بها!" أجابه المزيّن: "ستخسر شعرها لو لمست خصلة واحدة منه لأن اللون الأحمر يلتصق بعمق". ركب السيارة غاضباً وقفل عائداً الى المنزل وحيداً وهو يزمجر بصوت مرتفع: "إذاً احتفظ بها عندك ريثما يزول اللون الأحمر عن شعرها". حاول المزيّن تغيير اللون قدر المستطاع وعند العاشرة مساءً، اتصلت السيدة بزوجها لكنها وجدت جوّاله مقفولاً مما حمل المزيّن على اصطحابها الى المنزل وهي مرتعبة من ردة الفعل التي تنتظرها في المنزل!

اذاً، لا تسمع الزوجة سوى عبارات الذمّ والتهكّم والوعيد... أمّا الإطراء والكلام الرقيق فيحتفظ به شهريار للآخرين. "الجمهورية" طرحت السؤال التالي على الدكتور نبيل خوري الاختصاصي في علم النفس العيادي والتوجيه العائلي والجنسي: "لِمَ يبخل الرجل بعبارات الحب على زوجته؟" ولقد أفادنا بالتالي:

"الزوجة هي بالنسبة للزوج محطة من محطات حياته، هي جزء منه بحيث يصبح هناك نوع من الذوبان او الانصهار بينه وبينها وهذا هو القالب الإيجابي، فلسان حاله يقول ضمنياً: "لما أوجّه إليكِ كلام الإطراء لكأنني أوجّهه لنفسي ما أنت حياتي وقطعة من ذاتي".

في الواقع، الزوج هو من يقوم بعملية الإنصهار، لذا يعتبر زوجته مرآة لنفسه... لن يقول "لها أنا أحيا من خلالك وأنت الأوكسيجين الذي أتنفسه وأنت تعرفين ذلك" لذا لن يتفوّه بكلمة واحدة من هذا الطراز. أما الشقّ السلبي فهو انه يضمن زوجته له او كما يُقال باللغة الإنكليزية:

"he is taking her for granted"، حيث يقول بينه وبين نفسه: "هذه زوجتي الى أين ستذهب؟ أصلاً الى أين تذهب، فأولاً وأخيراً "مرجوعها" للبيت ولي أنا... فهي لا تستطيع العيش من دوني معنوياً ولا مادياً؟ أصلاً انا الكل بالكل... أصلاً أنا المحطة الأساسية في حياتها لمَ إذاً أُراضيها وأغنّجها وأدلّعها وأُسمعها كلاماً رقيقاً وأتغزّل بها "مش عاجبها تفل (...) (...) يلي جابها"، "هذه العبارة يكرّرها الرجال على مسمعي دائماً" يؤكد د. خوري إذ يُقنع الزوج نفسه أنه يعيش مع زوجته بقوة الاستمرار Par la force de la continuite ، كونه يعود الى المنزل يجدها أمامه، تعود هي الى المنزل تجده أمامها. "لمَ أقدّم لها الإطراءات وعبارات الغزل؟ فعندما أرغب بها أقول لها لاقيني الى الغرفة، تلاقيني، وساعة بيطلع على بالي طبقاً معيّناً، أقول لها أعدّيه لي، فتعدّ لي افضل طبق على الإطلاق! وساعة أقول لها إذهبي الى المصرف لإتمام معاملة ما تنفذ ما اطلبه منها، والحال هذه لِمَ أُراضيها؟ هي كالموظفة عندي، ادفع لها معاشها، تعيش معي بكرامتها، تقوم بواجباتها على أكمل وجه لمَ أبذل مجهوداً إضافياً وانا لست مقصّراً تجاهها بأي شيء... هذا هو المفهوم اللبناني ومن اجل هذه الأسباب لا يقول لها كلمة إطراء واحدة".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المشاركات