النبيذ مشروب كحولي مليء بالمنافع الصحّية!

النبيذ، هو من أكثر المشروبات استهلاكاً في العالم، وخصوصاً في لبنان. فهو لا يتميّز بأنواعه المختلفة والمتعددة، إنما أيضاً بطعم لذيذ وفوائد صحية عديدة.

 

أفادت اختصاصية التغذية مود رزق، أنّ النبيذ "استُخدم منذ القديم كدواء، ويُنصح كبديل آمن لمياه الشرب، وكمطهّر لعلاج الجروح والمساعدة في علاج مشاكل الجهاز الهضمي وعدد كبير من الأمراض، مثل الخمول والإسهال وتسكين آلام الولادة".

وتضيف: "لقد أظهرت جميع الدراسات أن شرب النبيذ يجب أن يكون باعتدال، وذلك حسب العمر والجنس والوراثة، وكذلك تناول أدوية معيّنة. فالمرأة مثلا تمتص الكحول بطريقة أسرع من الرجال، نظراً لاحتواء جسمها نسبة أقل من المياه والأنزيمات مقارنة بالرجال. لذلك يعتبر بعض الأطباء أن الكمية المعتدلة تساوي كوباً، أي 150 ملل للمرأة، وكوبين في اليوم للرجال".

وتقول رزق: "إن النبيذ هو مشروب كحولي يتم إنتاجه من خلال تخمير العنب. وعلى رغم إمكانية تخميره بفواكه أخرى، إلّا أن أشهر أنواعه مصنوعة من العنب. ومن أهم أنواع النبيذ: الأبيض والأحمر والوردي. وهو يحتوي، بشكل عام، أكثر من 600 مادة غذائية، مثل المعادن والفيتامينات وبعض أنواع مضادات الأكسدة والأنزيمات، كما أن استهلاكه باعتدال له فوائد صحية عديدة، منها:

- يحمي من فقر الدم بفضل احتوائه الحديد.

- يساعد في عملية الهضم ويزيد من امتصاص الماغنيزيوم والفوسفور والبوتاسيوم والزنك.

- يخفف من نسبة الكولسترول السيىء (LDL) ويرفع من معدل الكولسترول الجيد (HDL).

- يخفّض ضغط الدم.

- يساعد في المحافظة على كثافة العظام.

- يخفّف من نسبة تشكّل الحصى في الكلى.

- يعزّز قوة الذاكرة ويحسّن الحالة المزاجية.

- يخفف من خطر الاصابة ببعض أنواع السرطان".

وتتابع: "لكنّ تناول النبيذ بكمية كبيرة يؤدي إلى التأثير بشكل سلبي في صحة الكبد وقدرة الجسم على امتصاص المواد الغذائية. إضافة إلى هشاشة العظام وزيادة خطر الاصابة بأمراض القلب والسرطان وتلك التي تهدّد السلامة العقلية".

وتضيف رزق: "ولأنواع النبيذ المهمّة فوائد عديدة، منها:

- النبيذ الأحمر: يتم تصنيعه من العنب الأسود والأحمر. يحتوي مادة الـ Resveratrol، وهي العنصر الأهم في هذا النوع لأنها تتميز بمفعولها القوي المضاد للأكسدة، وتتواجد بمستويات عالية نتيجة استخدام قشور العنب وبذوره خلال عملية التخمير. وما هو معلوم أن مضادات الأكسدة تقوم بمحاربة الجذور الحرّة ومنع تدميرها للخلايا، ما يؤدي الى خفض خطر الإصابة بأمراض القلب والسكري وبعض أنواع السرطان. كما أنها تحتوي بعض المواد التي تحمي من الجلطات وترفع الـ HDL. ومن حيث النسبة المئوية للأكسدة، فإنّ كوباً من النبيذ الأحمر يحتوي ما يعادل 20 من عصير التفاح و7 من البرتقال. وبالنسبة إلى الوحدات الحرارية، فإن كوباً من النبيذ يساوي حوالى 100 وحدة حرارية. ولا بد من الاشارة أيضاً إلى أن هذه المواد المضادة للأكسدة تحارب التجاعيد وتمنع الشيخوخة المبكرة. كذلك تبيّن أن الأشخاص الذين يشربون النبيذ الأحمر باعتدال، لديهم 34 في المئة نسبة أقل من الوفيات مقارنة بالذين لا يستهلكونه.

- النبيذ الأبيض: ينفع للقلب بقدر النبيذ الأحمر، بفضل احتوائه مادتي التيروزول والايدروكسي تيروزول. وقد أظهرت الدراسات أنه يمنع تخثّر الشرايين، لأنه يتمتع بالقدرة على رفع الـ HDL وخفض الـ LDL وضغط الدم. لكن لا تحتوي كل ّأنواع النبيذ الأبيض على كميّات عالية من مضادات الأكسدة، فالنبيذ المصدّر من أوروبا (إيطاليا، ألمانيا، فرنسا) هو الأفضل. وما هو جوهري في النبيذ الأبيض أنه يعزّز قدرة الجسم على امتصاص مضادات الأكسدة بشكل أفضل من تلك الموجودة في النبيذ الأحمر.

- النبيذ الوردي: يأخذ لونه من النبيذ الأحمر، ويتراوح من البرتقالي إلى الأرجواني. يُستخدم كفاتح للشهية، ويؤكل مع اللحوم البيضاء بعكس النبيذ الأحمر. كذلك يحتوي مضادات الأكسدة والبوليفينول التي تساعد على خفض الـ LDL، بالإضافة الى البوتاسيوم الذي يساعد في خفض ضغط الدم، ويتميز بخصائص مضادة للالتهابات تساعد في خفض خطر الإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي. إشارة إلى أنه يحتوي كمية أقل من الوحدات الحرارية، مقارنة بالأنواع الأخرى من النبيذ (82 وحدة حرارية)".

وتختم رزق: "لا يهمّ إذا كان النبيذ يتمتع بلون أبيض او أحمر أو وَردي، لأنّ الأهمّ يكمن في تناوله بكميات معتدلة، أي بمعدل كوب للنساء وكوبين للرجال في اليوم، للحصول على منافعه بشكل فعّال". 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المشاركات