(نبذة تاريخية + قصة + أحنّ الى خبز أمي)
- 1 -تنقل وجهها الصغير بكل ما فيه الى حضن أمّها، عنقها، وجهها، ساعديها، تشمها بشغف.
ماما، رائحتك طيبة.
لم تكن أمها معطرة إنما كانت لجلدها رائحة عذبة لا تعرف ما هي.
ماما، أحب رائحتك.
وتضمها امها وتقبّل عينيها الواسعتين.
تقبريني، تقول لها.
فيغمر الصغيرة فرح واطمئنان، ومن دون أن تعي معنى الكلمة، تركض الى لعبتها، تقبّل عينيها قائلة: تقبريني.
(عن كتاب حياة - 99 قصة صغيرة جداً للأديبة حياة ابو فاضل – رياض الريس للكتب والنشر)
عيد الأم في الأصل
اشيرات الإلهة الأم لدى اللبنانيين القدماء (الكنعانيين - الفينيقيين) أمّا عشتروت فهي عشيقة أدونيس، أمّا عناة ابنة إيل.
عشتروت ملكة النجمتين صاحبة العرشين هي عشتروت، أي العشيرة والوفيرة والكثيرة، العذراء المقدسة والأم العذراء. أقدم ما وصلنا من شواهد تأتي على ذكرها يعود إلى القرن الخامس عشر قبل الميلاد. هي القمر وهي كوكب فينوس. احتار البحّاثة في تحديد طبيعة هذه الإلهة، فهي تارة إلهة حب وخصب، وطوراً سيدة المعارك التي “تجندل المحاربين وتسقي الأرض بدمائهم”، كما يصفها حمورابي في شريعته. هي ملكة نجمة الصبح وملكة نجمة المساء. هي في الصبح إلهة الحرب وفي المساء إلهة العشق، وقد عرفها الفينيقيون في صورتها الثانية ونشروا عبادتها حيثما حلّوا، فغدت إلهة الأنوثة والأمومة والطبيعة والحياة في سائر أنحاء العالم المتوسّطي.
ارتبط اسمها باسم بعل، رسول السماء واله الذكورة ومخصب الحياة، فعُرفت باسم “وجه بعل” و“صورة بعل” وصارت عبادتها عبادة لبعل. ونجد في الكثير من فصول الكتاب المقدّس ما يشهد لانتشار هذه العبادة.
تعدّدت الأشكال التي ظهرت من خلالها عشتروت بحيث يصعب الحديث عن نموذج إيقونوغرافي خاص بها. من أشهر رموزها الأسد، الحصان، السفنسكس واليمامة، أمّا علامتها فقرص دائري يحوي نجمة ذات ثمانية رؤوس تذكّر بطبيعتها الكوكبيّة.
في متحف بيروت، تظهر نجمة الصبح والمساء في صورة فرعونيّة الطابع تؤكد دورها الأمومي. وفي متحف اللوفر، نراها تلتفّ برداء طويل وهي تحمل بيدها يمامة ترمز إلى رعايتها للأموات وسهرها عليهم. وتكثر صور الإلهة عبر التماثيل الصغيرة الحجم التي غالبا ما استخدمها القدماء في عبادتهم الخاصة. في المقابل، يظهر عرش عشتار أنّ الفينيقيين في ساحل المشرق استحدثوا لربّتهم الكليّة القدرة نموذجا إيقونوغرافيا جديداً ينزّهها ويرفعها إلى مقام غير المنظور وغير المدرك، والغريب أنّ هذا الصورة المجرّدة تتجلّى بحدودها القصوى في زمن شاعت فيه التماثيل التي تصوّر الآلهة ذات القدرة الخارقة في هيئة البشر، وقد غدا هذا الأسلوب تقليداً متبعا في سائر العلم الهلّينستي.
في صور كما في صيدا، تحضر الإلهة غير المشخّصة سرياً فوق عرش يحرسه الأسود. هي ربة الحب والخصوبة والأمومة وهي فوق كلّ ذلك الإلهة التي كان لها الرجحان في مجمع الآلهة الفينيقي، والألوهة لا تُدرك ولا توصف: خفيّة هي، لا يعرف لها شكل وليس لها من شبيه. تجليّاتها عديدة، أماّ صورتها الحق فلم يرها أحد قط.
في التاريخ- من ضمن الاحتفالات التى يوجه إليها العالم اهتمامآ خاصآ "يوم الأم أو عيد الأم" وعلى الرغم من اختلاف هذا اليوم في تاريخه وعاداته من بلد لأخرى علي مستوى العالم إلا أنه هناك اتفاق عالمى علي الاحتفال به.
بدأت عادة تكريم الأمهات فيما مضى منذ آلاف السنين، مع بداية نسج الأساطير بأن هناك إله وإلهة قاما بتحريك قرص الشمس في السماء، وجعلا النجوم تتلألأ ليلآ ... وأضيفت أقاويل لهذه الأسطورة سنة بعد سنة.
- وكان من أول الأساطير المعروف حكايتها والتى تم تناقلها بخصوص هذا اليوم، تلك الأسطروة التى قصها شعب (فريجيا Phrygia) بآسيا الصغرى. حيث كانوا يعتقدون أن أهم إلهة لهم هى (سيبيل Cybele) ابنة السماء والأرض .. وكانت أم لكل الآلهة الأخرى، وفى كل عام يقوم شعب فريجيا بتكريمها وهذا يعد أول احتفال حقيقى من نوعه لتكريم الأم.
- ثم جاء اليونانيون القدامى ليكون ضمن احتفالات الربيع، وفازت الإلهة (رهيا Rhea) بلقب الإلهة الأم لأنها كانت أقواهم علي الإطلاق وكانوا يحتفلون بها ويقدسونها.
- وبالمثـل أيضآ الرومانيون، كان لهم أم لكل الآلهة تسمى باسم (ماجنا ماتر Magna Mater) أو الأم العظيمـة كما كانوا يطلقون عليها. وتم بناء معبد خاص تل بالاتين (Palatine Hill)، وكان الاحتفال بها يوم 15 مارس من كل عام وتستمر هذه الاحتفالية لمدة ثلاثة أيام. وكان يطلق عليه "مهرجان هيلاريا Festival Of Hilaria" وتجلب الهدايا وتوضع في المعبد حتى تبعث السرور علي نفس أمهم المقدسة.
- وبمجيئ المسيحية أصبح الاحتفال يقام علي شرف "الكنيسة الأم Mother Church " في الأحد الرابع من الصوم الكبير عند الأقباط (Fourth Sunday In Lent) ويتم شراء الهدايا كل لكنيسته التى تم تعميده فيها.
- وبدأ في العصور الوسطى شكلآ آخر من الاحتفالات. ارتبط هذا الشكل الجديد عند غياب العديد من الأطفال عن أسرهم للعمل وكسب قوت يومهم وكان من غير المسموح لهم بأخذ إجازات إلا مرة واحدة في العام وهو الأحد الرابع من الصوم الكبير، يعود فيه الأبناء إلي منازلهم لرؤية أمهاتهم وكان يطلق عليه أحد الأمهات " Mothering Sunday". وعندما غزا المستعمرون أمريكا لم يكن هناك وقت للاحتفال بالعديد من المناسبات لذلك تم التوقف عن الاحتفال "بأحد الأمهات" في عام 1872.
- وكانت العودة للاحتفالات مرة أخرى علي يد الكاتبة المشهورة "جوليا وارد هاوى" وهو الاحتفال الخاص بعيد الأم، وعلي الرغم منه لم يأخذ اقتراحها هذا بشئ من الجدية إلا أنه كانت هناك محاولات عدة من أشخاص آخرين تدعم وتنادى بفكره هذا الاحتفال ومنهم المعلمة "مارى تاويلز ساسين" باقتراحها أن يقوم الطلاب بإعداد برنامج موسيقى لأمهاتهم من كل عام للاحتفال بهن.
لكن المؤسسة الفعلية لهذا اليوم في أمريكا هى إمرأة تسمى "آنا جارفيس". ولدت في عام 1864 وعاشت في "جرافتون Graftin" غربى ولاية فيرجينيا خلال فترة شبابها. وكانت تبلغ من العمر عامآ واحدآ عند انتهاء الحرب الأهلية إلا أنه كان يوجد كره كبير بين العائلات وبعضها في غربى فيرجينيا. وكانت تسمع دائمآ أمها تردد العبارة التالية: "في وقت ما، وفي مكان ما، سينادى شخص ما بفكرة الاحتفال بعيد الأم" وتترجم رغبتها هذه في أنه إذا قامت كل أسرة من هذه الأسر المتحاربة مع بعضها بتكريم الأم والاحتفال بها سينتهى النزاع والكره الذي يملأ القلوب، وعندما توفيت والدة "آنا" أقسمت لنفسها أنها ستكون ذلك الشخص الذي سيحقق رغبة أمها ويجعلها حقيقة. وبناء علي طلبها قام المسئول عن ولاية فيرجينيا بإصدار أوامره بإقامة احتفال لعيد الأم يوم 12 مايو عام 1907، وهذا هو أول احتفال لعيد الأم في الولايات المتحدة الأمريكية.
واستمرت في كتابة الخطابات التى تنادى فيها بأن يصبح هذا العيد عيدآ قوميآ بكل ولايات أمريكا ويكون في الأحد الثانى من مايو. وبحلول عام 1909، أصبحت كل ولاية تقريبآ تحتفل بهذه المناسبة إلي أن جاء الرئيس ويلسون في 9 مايو عام 1914 بتوقيع إعلان للاحتفال "بعيد الأم" في الأحد الثانى من مايو في جميع الولايات. ولم تكتف "آنا" بذلك بل استمرت في كتابة الخطابات، وإلقاء الكلمات التى تنادى فيها بأن يكون هذا العيد عيدآ عالميآ تحتفل به كل شعوب العالم وليس أمريكا فقط، وقبل وفاتها في عام 1948 تحقق حلمها الذي كان يراودها وانتشرت الفكرة في جميع أنحاء العالم حيث أخذت تحتفل به أكثر من 40 دولة علي مستوى العالم الغربى والعربى.
- وهناك قصة أخرى عن بداية هذا الاحتفال فى ألمانيا، حيث روجت الشائعات أن "هتلر Hitler" الزعيم النازى هو أول من نادى بالاحتفال بعيد الأم ليكون هو نفس اليوم الذي يحتفل فيه بعيد ميلاد والدته، وقد تم استغلال هذه المناسبة بعد ذلك لتشجيع السيدات الصغار علي إنجاب أطفالآ كثيرة من أجل الاحتفال بهذه المناسبة!!!
ويختلف تاريخ الاحتفال من دولة لأخرى كما تختلف العادات المتبعة للاحتفال به: وإليكم بعض الأمثلة :
- النرويج ـــــــ الأحد الثانى من شباط
- الأرجنتين ـــــــ الأحد الثانى من تشرين الأول
- جنوب أفريقيا ــــــ أول أحد من آذار
- الهند ـــــــ أوائل شهر تشرين الأول
ويستمر الاحتفال لمدة عشرة أيام ويسمى "درجا بوجا Durga Puja"، وهذه أم قديسة لديهم وهى أهم إلهة هندوسية، ويمثلونها علي أنها طويلة للغاية ولها عشرة أذرع وتحمل في كل ذراع سلاح لكى تدمر الشر.
- البرتغال واسبانياــــــ 8 كانون الأول
وفى كلتا البلدين يرتبط الاحتفال بالكنيسة لكى ينصب على تكريم السيدة العذراء (مريم أم المسيح)، كما أنه يوم للاحتفال بالأمهات بوجه عام.
فرنسا ــــــــ آخر أحد في آذار
ويتم الاحتفال به علي أنه عيد ميلاد للأسرة، وتلتف الأسرة بجميع أفراد أعضائها حول المائدة لتناول العشاء وعند نهاية الوجبة تقدم تورتة أو كيك لذيذ للأم.
- اليابان وأمريكا ــــــ الأحد الثانى من مايو
حيث يقام في هذا اليوم بأمريكا معرضآ للصور يرسمها الأطفال بين أعمار 6-14 ويعرف هذا المعرض باسم "أمى" ليشارك بدوره في معرض آخر يسمى "بالمعرض الجوال" وهذا المعرض يقام كل أربعة سنوات، وكما يتضح من اسمه يتجول في العديد من الدول المختلفة، وبتفحص الصور يتم معرفة الحياة التى يحياها البنين والبنات تحت رعاية الأمهات في مختلف بلدان العالم.
- يوغسلافيا ــــــ عيد الطفل وعيد الأم ـــــ كانون الأول ثلاثة أيام قبل بداية الكريسماس
يقوم الآباء في أول أحد من بداية شهر ديسمبر بربط أبنائهم في يوم أوعيد الطفل أو كما يطلقون هناك اسم ( Dechiyi Dan) ولا يطلقون صراحهم حتى يعترفون بطاعتهم للأوامر. وفي الأحد الذي يليه يتم الاحتفال بعيد الأم أو كا يطلقون عليه (Matrice)، ويقوم الأبناء في المقابل بتقييد الأمهات ولا يطلقون سراحها إلا إذا أعطيت لهم الحلوى والهدايا، وفي الأحد الثالث يكون الاحتفال بعيد الأب أو(Ochichi - Ocevi)، ويربط الأبناء أيضآ آبائهم في الفراش أو في كرسى ويطلقون سراحهم بعد وعدهم بشراء الملابس أو الأحذية أو أى شئ آخر غالى في الثمن، وتكون هى نفسها فيما بعد هدايا الكريسماس.
نبذه تاريخية عن اليوم العالمي (عيد الام)21 مارس كان الصحفي المصري الراحل علي أمين - مؤسس جريدة أخبار اليوم مع اخيه مصطفي امين - طرح علي أمين في مقاله اليومي 'فكرة' طرح فكرة الاحتفال بعيد الأم قائلا: لم لانتفق علي يوم من أيام السنة نطلق عليه 'يوم الأم' ونجعله عيدا قوميا في بلادنا وبلاد الشرق.. وفي هذا اليوم يقدم الأبناء لأمهاتهم الهدايا الصغيرة ويرسلون للأمهات خطابات صغيرة يقولون فيها شكرا أو ربنا يخليك، لماذا لانشجع الأطفال في هذا اليوم أن يعامل كل منهم أمه كملكة فيمنعوها من العمل.. ويتولوا هم في هذا اليوم كل أعمالها المنزلية بدلا منها ولكن أي يوم في السنة نجعله 'عيد الأم'؟
وبعد نشر المقال بجريدة 'الأخبار' اختار القراء تحديد يوم 21 مارس وهو بداية فصل الربيع ليكون عيدا للأم ليتماشي مع فصل العطاء والصفاء والخير.
وقد نشأت الفكرة حين وردت إلى علي أمين تلقي ذات يوم رسالة من أم تشكو له جفاء أولادها وسوء معاملتهم لها، و نكرانهم للجميل.. ثم حدث أن قامت إحدى الأمهات بزيارة للراحل مصطفى أمين في مكتبه وقصت عليه قصتها وكيف أنها ترمَّلت وأولادها صغار، ولم تتزوج، وكرست حياتها من اجل أولادها، وظلت ترعاهم حتى تخرجوا في الجامعة، وتزوجوا، واستقلوا بحياتهم، وانصرفوا عنها تماماً ، فكتب مصطفى أمين وعلي أمين في عمودهما الشهير "فكرة" يقترحان تخصيص يوم للأم يكون بمثابة يوم لرد الجميل وتذكير بفضلها،
وكان أن انهالت الخطابات عليهما تشجع الفكرة، واقترح البعض أن يخصص أسبوع للأم وليس مجرد يوم واحد، ورفض آخرون الفكرة بحجة أن كل أيام السنة للأم وليس يومًا واحدًا فقط، لكن أغلبية القراء وافقوا على فكرة تخصيص يوم واحد، وبعدها تقررأن يكون يوم 21 مارس ليكون عيدًا للأم ، وهو أول أيام فصل الربيع ؛ ليكون رمزًا للتفتح والصفاء والمشاعر الجميلة..
وكان أول إحتفال احتفل به المصريين بأمهاتهم .. أول عيد أم في 21 مارس سنة 1956م .. وهكذا خرجت الفكرة من مصر إلى بلاد الشرق الأوســط الأخرى .. وقد اقترح البعض في وقت من الأوقات تسمية عيد الأم بعيد الأسرة ليكون تكريمًا للأب أيضًا، لكن هذه الفكرة لم تلق قبولاً كبيرًا.
مرسيل خليفة
أحنُ إلى خبز أمي
وقهوةِ أمي
ولمسةِ أمي ..
وتكبر فيَّ الطفولةُ
يوماً على صدر يومِ
و أعشق عمري لأني
إذا متُّ ... أخجل من دمع أمي !
خذيني .. إذا عدتُ يوماً
وشاحاً لهدبكْ
وغطي عظامي بعشبٍ
تعمَّد من طهر كعبكْ
وشدِّي وثاقي..
بخصلة شعرٍ ..
بخيطٍ يلوِّح في ذيل ثوبك..
عساني أصيرُ إلهًا
إلهًا أصير ..
إذا ما لمستُ قرارة قلبك !
ضعيني إذا مارجعتُ
وقودا بتنور ناركْ
وحبل غسيل على سطح داركْ
لأني فقدت الوقوف
بدون صلاةِ نهاركْ
هرمتُ فردّي نجوم الطفولة
حتى اشاركْ
صغار العصافير ..
درب الرجوع ..
لعُشِّ إنتظارك !!
- 1 -تنقل وجهها الصغير بكل ما فيه الى حضن أمّها، عنقها، وجهها، ساعديها، تشمها بشغف.
ماما، رائحتك طيبة.
لم تكن أمها معطرة إنما كانت لجلدها رائحة عذبة لا تعرف ما هي.
ماما، أحب رائحتك.
وتضمها امها وتقبّل عينيها الواسعتين.
تقبريني، تقول لها.
فيغمر الصغيرة فرح واطمئنان، ومن دون أن تعي معنى الكلمة، تركض الى لعبتها، تقبّل عينيها قائلة: تقبريني.
(عن كتاب حياة - 99 قصة صغيرة جداً للأديبة حياة ابو فاضل – رياض الريس للكتب والنشر)
عيد الأم في الأصل
اشيرات الإلهة الأم لدى اللبنانيين القدماء (الكنعانيين - الفينيقيين) أمّا عشتروت فهي عشيقة أدونيس، أمّا عناة ابنة إيل.
عشتروت ملكة النجمتين صاحبة العرشين هي عشتروت، أي العشيرة والوفيرة والكثيرة، العذراء المقدسة والأم العذراء. أقدم ما وصلنا من شواهد تأتي على ذكرها يعود إلى القرن الخامس عشر قبل الميلاد. هي القمر وهي كوكب فينوس. احتار البحّاثة في تحديد طبيعة هذه الإلهة، فهي تارة إلهة حب وخصب، وطوراً سيدة المعارك التي “تجندل المحاربين وتسقي الأرض بدمائهم”، كما يصفها حمورابي في شريعته. هي ملكة نجمة الصبح وملكة نجمة المساء. هي في الصبح إلهة الحرب وفي المساء إلهة العشق، وقد عرفها الفينيقيون في صورتها الثانية ونشروا عبادتها حيثما حلّوا، فغدت إلهة الأنوثة والأمومة والطبيعة والحياة في سائر أنحاء العالم المتوسّطي.
ارتبط اسمها باسم بعل، رسول السماء واله الذكورة ومخصب الحياة، فعُرفت باسم “وجه بعل” و“صورة بعل” وصارت عبادتها عبادة لبعل. ونجد في الكثير من فصول الكتاب المقدّس ما يشهد لانتشار هذه العبادة.
تعدّدت الأشكال التي ظهرت من خلالها عشتروت بحيث يصعب الحديث عن نموذج إيقونوغرافي خاص بها. من أشهر رموزها الأسد، الحصان، السفنسكس واليمامة، أمّا علامتها فقرص دائري يحوي نجمة ذات ثمانية رؤوس تذكّر بطبيعتها الكوكبيّة.
في متحف بيروت، تظهر نجمة الصبح والمساء في صورة فرعونيّة الطابع تؤكد دورها الأمومي. وفي متحف اللوفر، نراها تلتفّ برداء طويل وهي تحمل بيدها يمامة ترمز إلى رعايتها للأموات وسهرها عليهم. وتكثر صور الإلهة عبر التماثيل الصغيرة الحجم التي غالبا ما استخدمها القدماء في عبادتهم الخاصة. في المقابل، يظهر عرش عشتار أنّ الفينيقيين في ساحل المشرق استحدثوا لربّتهم الكليّة القدرة نموذجا إيقونوغرافيا جديداً ينزّهها ويرفعها إلى مقام غير المنظور وغير المدرك، والغريب أنّ هذا الصورة المجرّدة تتجلّى بحدودها القصوى في زمن شاعت فيه التماثيل التي تصوّر الآلهة ذات القدرة الخارقة في هيئة البشر، وقد غدا هذا الأسلوب تقليداً متبعا في سائر العلم الهلّينستي.
في صور كما في صيدا، تحضر الإلهة غير المشخّصة سرياً فوق عرش يحرسه الأسود. هي ربة الحب والخصوبة والأمومة وهي فوق كلّ ذلك الإلهة التي كان لها الرجحان في مجمع الآلهة الفينيقي، والألوهة لا تُدرك ولا توصف: خفيّة هي، لا يعرف لها شكل وليس لها من شبيه. تجليّاتها عديدة، أماّ صورتها الحق فلم يرها أحد قط.
في التاريخ- من ضمن الاحتفالات التى يوجه إليها العالم اهتمامآ خاصآ "يوم الأم أو عيد الأم" وعلى الرغم من اختلاف هذا اليوم في تاريخه وعاداته من بلد لأخرى علي مستوى العالم إلا أنه هناك اتفاق عالمى علي الاحتفال به.
بدأت عادة تكريم الأمهات فيما مضى منذ آلاف السنين، مع بداية نسج الأساطير بأن هناك إله وإلهة قاما بتحريك قرص الشمس في السماء، وجعلا النجوم تتلألأ ليلآ ... وأضيفت أقاويل لهذه الأسطورة سنة بعد سنة.
- وكان من أول الأساطير المعروف حكايتها والتى تم تناقلها بخصوص هذا اليوم، تلك الأسطروة التى قصها شعب (فريجيا Phrygia) بآسيا الصغرى. حيث كانوا يعتقدون أن أهم إلهة لهم هى (سيبيل Cybele) ابنة السماء والأرض .. وكانت أم لكل الآلهة الأخرى، وفى كل عام يقوم شعب فريجيا بتكريمها وهذا يعد أول احتفال حقيقى من نوعه لتكريم الأم.
- ثم جاء اليونانيون القدامى ليكون ضمن احتفالات الربيع، وفازت الإلهة (رهيا Rhea) بلقب الإلهة الأم لأنها كانت أقواهم علي الإطلاق وكانوا يحتفلون بها ويقدسونها.
- وبالمثـل أيضآ الرومانيون، كان لهم أم لكل الآلهة تسمى باسم (ماجنا ماتر Magna Mater) أو الأم العظيمـة كما كانوا يطلقون عليها. وتم بناء معبد خاص تل بالاتين (Palatine Hill)، وكان الاحتفال بها يوم 15 مارس من كل عام وتستمر هذه الاحتفالية لمدة ثلاثة أيام. وكان يطلق عليه "مهرجان هيلاريا Festival Of Hilaria" وتجلب الهدايا وتوضع في المعبد حتى تبعث السرور علي نفس أمهم المقدسة.
- وبمجيئ المسيحية أصبح الاحتفال يقام علي شرف "الكنيسة الأم Mother Church " في الأحد الرابع من الصوم الكبير عند الأقباط (Fourth Sunday In Lent) ويتم شراء الهدايا كل لكنيسته التى تم تعميده فيها.
- وبدأ في العصور الوسطى شكلآ آخر من الاحتفالات. ارتبط هذا الشكل الجديد عند غياب العديد من الأطفال عن أسرهم للعمل وكسب قوت يومهم وكان من غير المسموح لهم بأخذ إجازات إلا مرة واحدة في العام وهو الأحد الرابع من الصوم الكبير، يعود فيه الأبناء إلي منازلهم لرؤية أمهاتهم وكان يطلق عليه أحد الأمهات " Mothering Sunday". وعندما غزا المستعمرون أمريكا لم يكن هناك وقت للاحتفال بالعديد من المناسبات لذلك تم التوقف عن الاحتفال "بأحد الأمهات" في عام 1872.
- وكانت العودة للاحتفالات مرة أخرى علي يد الكاتبة المشهورة "جوليا وارد هاوى" وهو الاحتفال الخاص بعيد الأم، وعلي الرغم منه لم يأخذ اقتراحها هذا بشئ من الجدية إلا أنه كانت هناك محاولات عدة من أشخاص آخرين تدعم وتنادى بفكره هذا الاحتفال ومنهم المعلمة "مارى تاويلز ساسين" باقتراحها أن يقوم الطلاب بإعداد برنامج موسيقى لأمهاتهم من كل عام للاحتفال بهن.
لكن المؤسسة الفعلية لهذا اليوم في أمريكا هى إمرأة تسمى "آنا جارفيس". ولدت في عام 1864 وعاشت في "جرافتون Graftin" غربى ولاية فيرجينيا خلال فترة شبابها. وكانت تبلغ من العمر عامآ واحدآ عند انتهاء الحرب الأهلية إلا أنه كان يوجد كره كبير بين العائلات وبعضها في غربى فيرجينيا. وكانت تسمع دائمآ أمها تردد العبارة التالية: "في وقت ما، وفي مكان ما، سينادى شخص ما بفكرة الاحتفال بعيد الأم" وتترجم رغبتها هذه في أنه إذا قامت كل أسرة من هذه الأسر المتحاربة مع بعضها بتكريم الأم والاحتفال بها سينتهى النزاع والكره الذي يملأ القلوب، وعندما توفيت والدة "آنا" أقسمت لنفسها أنها ستكون ذلك الشخص الذي سيحقق رغبة أمها ويجعلها حقيقة. وبناء علي طلبها قام المسئول عن ولاية فيرجينيا بإصدار أوامره بإقامة احتفال لعيد الأم يوم 12 مايو عام 1907، وهذا هو أول احتفال لعيد الأم في الولايات المتحدة الأمريكية.
واستمرت في كتابة الخطابات التى تنادى فيها بأن يصبح هذا العيد عيدآ قوميآ بكل ولايات أمريكا ويكون في الأحد الثانى من مايو. وبحلول عام 1909، أصبحت كل ولاية تقريبآ تحتفل بهذه المناسبة إلي أن جاء الرئيس ويلسون في 9 مايو عام 1914 بتوقيع إعلان للاحتفال "بعيد الأم" في الأحد الثانى من مايو في جميع الولايات. ولم تكتف "آنا" بذلك بل استمرت في كتابة الخطابات، وإلقاء الكلمات التى تنادى فيها بأن يكون هذا العيد عيدآ عالميآ تحتفل به كل شعوب العالم وليس أمريكا فقط، وقبل وفاتها في عام 1948 تحقق حلمها الذي كان يراودها وانتشرت الفكرة في جميع أنحاء العالم حيث أخذت تحتفل به أكثر من 40 دولة علي مستوى العالم الغربى والعربى.
- وهناك قصة أخرى عن بداية هذا الاحتفال فى ألمانيا، حيث روجت الشائعات أن "هتلر Hitler" الزعيم النازى هو أول من نادى بالاحتفال بعيد الأم ليكون هو نفس اليوم الذي يحتفل فيه بعيد ميلاد والدته، وقد تم استغلال هذه المناسبة بعد ذلك لتشجيع السيدات الصغار علي إنجاب أطفالآ كثيرة من أجل الاحتفال بهذه المناسبة!!!
ويختلف تاريخ الاحتفال من دولة لأخرى كما تختلف العادات المتبعة للاحتفال به: وإليكم بعض الأمثلة :
- النرويج ـــــــ الأحد الثانى من شباط
- الأرجنتين ـــــــ الأحد الثانى من تشرين الأول
- جنوب أفريقيا ــــــ أول أحد من آذار
- الهند ـــــــ أوائل شهر تشرين الأول
ويستمر الاحتفال لمدة عشرة أيام ويسمى "درجا بوجا Durga Puja"، وهذه أم قديسة لديهم وهى أهم إلهة هندوسية، ويمثلونها علي أنها طويلة للغاية ولها عشرة أذرع وتحمل في كل ذراع سلاح لكى تدمر الشر.
- البرتغال واسبانياــــــ 8 كانون الأول
وفى كلتا البلدين يرتبط الاحتفال بالكنيسة لكى ينصب على تكريم السيدة العذراء (مريم أم المسيح)، كما أنه يوم للاحتفال بالأمهات بوجه عام.
فرنسا ــــــــ آخر أحد في آذار
ويتم الاحتفال به علي أنه عيد ميلاد للأسرة، وتلتف الأسرة بجميع أفراد أعضائها حول المائدة لتناول العشاء وعند نهاية الوجبة تقدم تورتة أو كيك لذيذ للأم.
- اليابان وأمريكا ــــــ الأحد الثانى من مايو
حيث يقام في هذا اليوم بأمريكا معرضآ للصور يرسمها الأطفال بين أعمار 6-14 ويعرف هذا المعرض باسم "أمى" ليشارك بدوره في معرض آخر يسمى "بالمعرض الجوال" وهذا المعرض يقام كل أربعة سنوات، وكما يتضح من اسمه يتجول في العديد من الدول المختلفة، وبتفحص الصور يتم معرفة الحياة التى يحياها البنين والبنات تحت رعاية الأمهات في مختلف بلدان العالم.
- يوغسلافيا ــــــ عيد الطفل وعيد الأم ـــــ كانون الأول ثلاثة أيام قبل بداية الكريسماس
يقوم الآباء في أول أحد من بداية شهر ديسمبر بربط أبنائهم في يوم أوعيد الطفل أو كما يطلقون هناك اسم ( Dechiyi Dan) ولا يطلقون صراحهم حتى يعترفون بطاعتهم للأوامر. وفي الأحد الذي يليه يتم الاحتفال بعيد الأم أو كا يطلقون عليه (Matrice)، ويقوم الأبناء في المقابل بتقييد الأمهات ولا يطلقون سراحها إلا إذا أعطيت لهم الحلوى والهدايا، وفي الأحد الثالث يكون الاحتفال بعيد الأب أو(Ochichi - Ocevi)، ويربط الأبناء أيضآ آبائهم في الفراش أو في كرسى ويطلقون سراحهم بعد وعدهم بشراء الملابس أو الأحذية أو أى شئ آخر غالى في الثمن، وتكون هى نفسها فيما بعد هدايا الكريسماس.
نبذه تاريخية عن اليوم العالمي (عيد الام)21 مارس كان الصحفي المصري الراحل علي أمين - مؤسس جريدة أخبار اليوم مع اخيه مصطفي امين - طرح علي أمين في مقاله اليومي 'فكرة' طرح فكرة الاحتفال بعيد الأم قائلا: لم لانتفق علي يوم من أيام السنة نطلق عليه 'يوم الأم' ونجعله عيدا قوميا في بلادنا وبلاد الشرق.. وفي هذا اليوم يقدم الأبناء لأمهاتهم الهدايا الصغيرة ويرسلون للأمهات خطابات صغيرة يقولون فيها شكرا أو ربنا يخليك، لماذا لانشجع الأطفال في هذا اليوم أن يعامل كل منهم أمه كملكة فيمنعوها من العمل.. ويتولوا هم في هذا اليوم كل أعمالها المنزلية بدلا منها ولكن أي يوم في السنة نجعله 'عيد الأم'؟
وبعد نشر المقال بجريدة 'الأخبار' اختار القراء تحديد يوم 21 مارس وهو بداية فصل الربيع ليكون عيدا للأم ليتماشي مع فصل العطاء والصفاء والخير.
وقد نشأت الفكرة حين وردت إلى علي أمين تلقي ذات يوم رسالة من أم تشكو له جفاء أولادها وسوء معاملتهم لها، و نكرانهم للجميل.. ثم حدث أن قامت إحدى الأمهات بزيارة للراحل مصطفى أمين في مكتبه وقصت عليه قصتها وكيف أنها ترمَّلت وأولادها صغار، ولم تتزوج، وكرست حياتها من اجل أولادها، وظلت ترعاهم حتى تخرجوا في الجامعة، وتزوجوا، واستقلوا بحياتهم، وانصرفوا عنها تماماً ، فكتب مصطفى أمين وعلي أمين في عمودهما الشهير "فكرة" يقترحان تخصيص يوم للأم يكون بمثابة يوم لرد الجميل وتذكير بفضلها،
وكان أن انهالت الخطابات عليهما تشجع الفكرة، واقترح البعض أن يخصص أسبوع للأم وليس مجرد يوم واحد، ورفض آخرون الفكرة بحجة أن كل أيام السنة للأم وليس يومًا واحدًا فقط، لكن أغلبية القراء وافقوا على فكرة تخصيص يوم واحد، وبعدها تقررأن يكون يوم 21 مارس ليكون عيدًا للأم ، وهو أول أيام فصل الربيع ؛ ليكون رمزًا للتفتح والصفاء والمشاعر الجميلة..
وكان أول إحتفال احتفل به المصريين بأمهاتهم .. أول عيد أم في 21 مارس سنة 1956م .. وهكذا خرجت الفكرة من مصر إلى بلاد الشرق الأوســط الأخرى .. وقد اقترح البعض في وقت من الأوقات تسمية عيد الأم بعيد الأسرة ليكون تكريمًا للأب أيضًا، لكن هذه الفكرة لم تلق قبولاً كبيرًا.
مرسيل خليفة
أحنُ إلى خبز أمي
وقهوةِ أمي
ولمسةِ أمي ..
وتكبر فيَّ الطفولةُ
يوماً على صدر يومِ
و أعشق عمري لأني
إذا متُّ ... أخجل من دمع أمي !
خذيني .. إذا عدتُ يوماً
وشاحاً لهدبكْ
وغطي عظامي بعشبٍ
تعمَّد من طهر كعبكْ
وشدِّي وثاقي..
بخصلة شعرٍ ..
بخيطٍ يلوِّح في ذيل ثوبك..
عساني أصيرُ إلهًا
إلهًا أصير ..
إذا ما لمستُ قرارة قلبك !
ضعيني إذا مارجعتُ
وقودا بتنور ناركْ
وحبل غسيل على سطح داركْ
لأني فقدت الوقوف
بدون صلاةِ نهاركْ
هرمتُ فردّي نجوم الطفولة
حتى اشاركْ
صغار العصافير ..
درب الرجوع ..
لعُشِّ إنتظارك !!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق