مصادر "حزب الله" لـ"الراي": الكلام عن تزويدنا بـ"الكيماوي" السوري "فقاقيع" إعلامية


توقفت الدوائر المراقبة امام مجموعة من «المفارقات اللافتة» التي ميّزت الإطلالة الاخيرة للأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصرالله بمناسبة الذكرى السادسة لحرب الـ 33 يوماً مع اسرائيل في تموز عام 2006.

فصرالله أعاد تأكيد وبـ«نبرة حازمة» موقف «حزب الله» الداعم للرئيس السوري بشار الاسد، وهو تولى ما يشبه «تأبين» الجنرالات الثلاثة الذين قتلوا في تفجير «الامن القومي» في دمشق بوصفهم «رفاق سلاح»، كاشفاً عن ان «صواريخ المقاومة التي سقطت على اسرائيل في حرب يوليو صنعت في سورية».

وتزامن كلام نصرالله، الذي توعد اسرائيل بـ«المفاجآت» في اي حرب قد تشنها، مع تزايد الحديث عن «احتمال» تسرب السلاح الكيماوي السوري الى «حزب الله»، وسط «هلع» غربي تعكسه تقارير استخباراتية وديبلوماسية عنوانه «مصير الكيماوي والبيولوجي» من ترسانة نظام الرئيس بشار الاسد.

مصادر قريبة من «حزب الله» قالت لصحيفة «الراي» الكويتية ان مواقفه حيال التطورات الراهنة في المنطقة تنطلق في الدرجة الاولى من إدراكه ان «الحركة الاميركية ـ الغربية ـ الخليجية تهدف الى ضرب سورية ومن بعده حزب الله»، مشيرة الى ان «السيد نصرالله يعبر في مواقفه عن ثوابت لا تتغير، ومنها العلاقة مع الرئيس بشار الاسد الداعم للمقاومة».
ولفتت المصادر الى ان «ما اراد نصرالله تأكيده في إطلالته الاخيرة هو ان سورية ومنذ العام 2006، مدت وما زالت المقاومة بكل ما لديها لأن علاقتها بخط الممانعة ثابتة»، مؤكدة بأنه «لو تغير خيارات الاسد لكان متربعاً على عرش تدعمه اميركا، فقط لتخليه عن دعم حزب الله».

وأوضحت المصادر ان ما يشاع عن مخاوف من تزويد سورية «حزب الله» بأسلحة كيماوية هو مجرد «فقاقيع إعلامية في اطار الدعاية المعادية»، لافتة الى انه «ليس في نية حزب الله الحصول على هذا النوع من الأسلحة، كما ان ليس لدى سورية اي نية لتصديرها، لأسباب عدة»، عارضة لبعضها على النحو الآتي:

اولاً: إن المقاومة (حزب الله) تستخدم اسلحة بحسب احتياجاتها وموقعها وفعاليتها، لا أسلحة تحتاج الى حركة بطيئة في الانطلاق والانتشار.

ثانياً: ان المقاومة تختار الأسلحة وفق معايير تخدم تكتيكاتها، لذا تتجنب الاسلحة التي لا قدرة لها على التعامل معها، كالأسلحة الكيماوية على سبيل المثال.

ثالثاً: تدرك المقاومة ان استخدامها لصواريخ من هذا النوع سيدفع اسرائيل الى الرد بأسلحة مماثلة او اشد فتكاً، في الوقت الذي لم تجهز المقاومة جمهورها بأقنعة مضادة على سبيل المثال.

رابعاً: ان صيانة هذا النوع من الأسلحة يتطلب خطوات وقائية لا نية للمقاومة باللجوء اليها للأسباب آنفة الذكر.

وأعربت المصادر القريبة من «حزب الله» لـ«الراي» عن اقتناعها بأن «كثرة الكلام عن السلاح الكيماوي السوري وإمكان تسربه الى الحزب تنطوي على نوايا عدائية شبيهة بما روجه الرئيس الاميركي السابق جورج بوش حول أسلحة الدمار الشامل في العراق قبل غزوه»، مشيرة الى انه «قد يكون في الامر تبرير لخطة معادية لإسقاط الرئيس الاسد بحجة إمراره سلاحاً كيماوياً الى المقاومة».

الا ان المصادر عينها تؤكد ان «سورية لن تألو جهداً في تسليم حزب الله كل انواع الاسلحة المتطورة كي تبقى المقاومة، كما ارادها الرئيس الاسد الدرع الحامية في وجه اسرائيل»، وتذكّر بأن «روسيا سلمت سورية اخيراً منظومة صاروخية متطورة على رأسها منظومة «ياخونت» التي يصل مداها الى اقل من 300 كيلومتر، مما يجعل، ليس البحرية الاسرائيلية في مرمى تلك الصواريخ او بحرية حلفائها فحسب، اذا ما قدر تسلم هذا الطراز من الصواريخ، بل المنصات التي تعد نفسها للتنقيب عن الغاز والبترول في البحر الابيض المتوسط». 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المشاركات