تفاصيل عن خلية التجسس الإيرانية في اليمن وعلاقتها بـ"حزب الله" والحرس الثوري...مسؤول يمني رفيع لـ"الشرق الأوسط": ندرس استدعاء سفيرنا في طهران

كتب محمد جميح في صحيفة "الشرق الأوسط":

أعلن اليمن أمس أنه بصدد القيام بخطوات متشددة إزاء خلية التجسس الإيرانية التي أعلن عن إلقاء القبض عليها في البلاد الأربعاء الماضي. وأكد مسؤول يمني رفيع في تصريح لصحيفة «الشرق الأوسط» رفض الكشف عن اسمه، أن بلاده سوف تتخذ إجراءات دبلوماسية قد يكون من بينها استدعاء السفير اليمني في طهران، للرد على محاولات إيران المتكررة التجسس والعمل لزعزعة الأمن والاستقرار في البلاد.

وقال المسؤول اليمني إن «الخلية التي تم ضبطها بواسطة أجهزة الأمن اليمنية كانت تعمل تحت غطاء تجاري، ولها وجود في كل من محافظتي تعز وعدن بالتنسيق مع الحوثيين في محافظة صعدة».

وأضاف: «هناك محاولات للتنسيق بين الفصيل المسلح الذي يقوده قيادي في الحراك الجنوبي والحوثيين، وذلك لتجنيد الشباب وإرسالهم إلى بيروت حيث يتلقون تدريبات قتالية في معسكرات تتبع "حزب الله" اللبناني التي يشرف عليها مباشرة الحرس الثوري الإيراني، الذي كان رئيس الخلية المضبوطة ضابطا فيه».

وأضاف: «المعلومات التي لدينا تقول إنه يتم صرف مبالغ تصل إلى خمسة آلاف دولار للفرد الواحد مقابل القيام بأعمال أمنية لزعزعة الاستقرار في البلاد». وأكد أن «الموقف اليمني حازم وقوي إزاء هذه القضية، وقد تمثل هذا الموقف بحديث الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، وتوجيهه الخطاب للإيرانيين أن كفى»، وفي سؤال لـ«الشرق الأوسط» عن طبيعة الخطوات التي يمكن أن تتخذها اليمن إزاء تفاعل قضية خلية التجسس الإيرانية، قال المسؤول اليمني: «سنمضي في محاكمة أعضاء هذه الخلية، وسنشهر ما لدينا من معلومات للرأي العام المحلي والدولي ليدرك الشعب والإقليم ورعاة المبادرة الخليجية حجم التدخلات الإيرانية في شؤون بلدنا» وأضاف: «إذا ما استمرت طهران في دورها الهادف إلى تقويض العملية السياسية في البلاد، فإن اليمن سيصعّد دبلوماسيا وندرس استدعاء سفيرنا في طهران».

وفي السياق ذاته، نقل موقع «مأرب برس» الإخباري اليمني عن مصدر عسكري يمني تأكيده، أن «خلية التجسس الإيرانية التي تم كشف النقاب عن إلقاء القبض على أفرادها، بدأت عملها في اليمن منذ الحرب الثانية بصعدة التي دارت بين حركة الحوثيين المسلحة والحكومة اليمنية إبان النظام السابق». وأضاف المصدر العسكري أن الخلية ظلت تعمل منذ تلك الفترة في اليمن، لافتا النظر إلى أن السفير الإيراني في صنعاء محمود حسن زاده كان المسؤول على «عملية التشيع بمنطقة القرن الأفريقي، وإنشاء معسكرات التدريب للميليشيات المسلحة في الصومال وإريتريا، أثناء عمله في وزارة الخارجية الإيرانية». وأكد المصدر العسكري، حسب ما نقل عنه الموقع الإخباري اليمني، أن الأجهزة الأمنية اليمنية بالتعاون مع بعض أجهزة استخباراتية لدول شقيقة وصديقة تمكنت من الكشف عن أيد إيرانية لدعم الجماعات المسلحة سواء تلك التي تدين بالولاء العقائدي الإيراني، أو الجماعات المسلحة التي تتلقى الدعم المادي والعسكري الإيراني لتنفيذ مخططاتها، رغم عدم وجود أي ولاءات عقائدية.

وكشف المصدر عن أن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي والأجهزة الأمنية تلقت تقارير استخباراتية من دول شقيقة وصديقة تضمنت مكالمات هاتفية جرت بين أطراف يمنية وأخرى إيرانية، بالإضافة إلى مكالمات التقطتها أجهزة استخباراتية دولية بين قيادات إيرانية في الحرس الثوري ومسؤولين إيرانيين معنيين بالملف اليمني في النظام الإيراني.

وأشار المصدر إلى أن الرئيس هادي والأجهزة الأمنية وحكومة الوفاق تلقوا تحذيرات أميركية وأوروبية وخليجية من خطورة مستوى التدخل الإيراني ومخططات إيران الرامية إلى إسقاط العاصمة صنعاء ومحافظة عدن في أيدي الجماعات المسلحة، مؤكدا أن الأجهزة الأمنية أحرزت تقدما في تفكيك خلايا إرهابية في مدينة تعز ترتبط بصورة مباشرة بالحرس الثوري، وأنه أصبح لدى الأجهزة الأمنية أدلة على تورط مباشر للسفير الإيراني الحالي وآخرين يعملون ضمن طاقم السفارة الإيرانية في صنعاء.

وذكر المصدر أن الأجهزة الأمنية كشفت تورطا مباشرا لقيادات سياسية تمثل جناحا سياسيا لجماعة الحوثي المسلحة وخلايا إرهابية، في مخطط إسقاط صنعاء وعدن في أيدي الجماعات المسلحة.

وكان اليمن قد أعلن الأربعاء الماضي عن إلقاء القبض على عناصر خلية تجسس إيرانية، ذكرت وزارة الداخلية اليمنية أنها تعمل تحت قيادة ضابط سابق في الحرس الثوري الإيراني، الذي يعمل لتنسيق عمليات الحرس الثوري في اليمن والقرن الأفريقي. يذكر أن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي كان قد اتهم إيران بالتدخل في شؤون بلده، وطالبها بالكف عن التدخل في اليمن في هذه الظروف الحساسة التي تمر بها البلاد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المشاركات