"" صفات الزوجة المثالية... تشبه أمي ""

زينب زعيتر -




وضع لائحة بصفات الزوجة الصالحة، عاد واختصرها بعبارة واحدة "تشبه أمي"، وهكذا لا يزال يسعى وبمحاولة جادة الى البحث عنها، وللأسف، لم يجدها لغاية اليوم. آخر تحدث مع فتاة على الهاتف، صوتها حنون، "يشبه صوت والدتي" فاختارها زوجة للمستقبل. يكوّن بعض الرجال صورة للمرأة المثالية منذ الطفولة من خلال علاقتهم بوالدتهم، فيبحثون عن زوجة تشبه تلك الشخصية، شكلاً ومضموناً، منهم من يظن انه وجدها، وآخر لا يزال يبحث، عن زوجة هي طباخة ماهرة كما والدته. فالى أي مدى يذهب الرجل في بحثه عن صورة أمه عند اختيار شريكة حياته؟.
 حنان ورعاية، تفرغ واهتمام، حب ومسؤوليات... وغيرها من المزايا التي تتمتع بها الام، وتحصل من خلالها على لقب المرأة المثالية، ويأتي عيد الام مناسبة لتتويج تلك التضحيات. وتبقى الام المحور الاساسي في حياة معظم الرجال، ومصدراً للامان، الراحة، وكذلك الغذاء. ولكن ماذا عندما يطلب الرجل من زوجته ان تشبه والدته، ويبحث أساساً عنها كصورة متطابقة لما تقوم به أمه؟.
 رجال كُثر بحثوا بطريقة لا شعورية عن تلك المزايا، وهذه تكون عبارة عن صورة ذهنية غير موجودة في الواقع، غير قاصدين بذلك أن تكون الزوجة كما الوالدة، ولكن آخرين وضعوا المقاييس مسبقاً، تشبثوا بها وانطلقوا في رحلة بحث غالباً ما تكون طويلة، واحياناً صعبة المنال.
قلباً وقالباً اعتاد سامر منذ صغره على تكرار عبارة يهديها الى والدته في عيد الام، "أمي لن أتزوج الاّ من فتاة تشبهك قلباً وقالباً". هو لم يتزوج لغاية اليوم لانه وعد والدته بذلك، ولم يجد الفتاة التي تشبه ضحكتها رنين ضحكة والدته، أو تسرح شعرها كما تفعل والدته، ولا تستطيع تحضير الطعام بنكهة الوالدة الخاص. أمّا ربيع فيجد انه من المبالغة البحث عن زوجة تشبه الوالدة شكلاً ومضموناً، يقول "أبحث عن فتاة تشبه والدتي بحنانها وصبرها وليس في طريقة لباسها، بالرغم من ان المنطق يقتضي اختيار الرجل لشريكة حياته لأنه يحبها فيقبلها كما هي، وليس لأنها تطبخ مثل أمه". بسام رجل متزوج منذ سنتين يعتبر ان زوجته تشبه والدته بكثير من الخصال، مؤكداً انه لم يقصد البحث عن صورة أمه عند اختياره زوجته، موضحاً أن الرجل عموماً يتأثر لا شعورياً بشخصية الام منذ الصغر. تأتي هذه الفرضية بالرغم من ان الرجل عادة ما يبتعد عن الوالدة في فترة المراهقة، ولكن عند البحث الجدي عن الفتاة المثالية تراه يزيد من تلك الصفات التي تأثر بها منذ صغره.
أم ثانية يفسد أسلوب المقارنة بين الوالدة والزوجة الحياة الزوجية، لانه لا يُعقل ان تنبني علاقة على متطلبات رجل يبحث عن أم ثانية، والحالات على ذلك كثيرة. عاش فريد ورانيا سنة من الحياة الزوجية المشتركة، قضياها وهما يتشاجران، أمّا السبب فواحد تختصرها عبارة كان فريد يرددها دائماً "أمي لا تفعل ذلك...". وانتهت علاقتهما بالطلاق، عندها طفح الكيل برانيا وصرخت "انت تريد أما ثانية وليس زوجة". أمّا مها فاعتادت على أسلوب زوجها في الحياة، تشاجرت معه بداية الى أقصى الحدود، ولكنها أرادت ان تحافظ على منزلها الزوجي، فما كان منها الاّ ان تجاوبت معه وكانت "نسخة طبق الأصل" عن والدته. مها ليست نموذجا لفتيات وزوجات كثيرات يقبلن بهذا الوضع، ولكل منهن رأيها الخاص في مدى تقبلها لكي تكون الام الثانية.
 تقول مريم انها لن ترضى بزوج متطلب الى ذلك الحد، "كيف يجبرني على أن أبدل شخصيتي؟. هذا ان دل على شيء فيدل على ضعف شخصية وعقدة نفسية يعيشها ذلك الرجل، ولن أرتبط بشخص مماثل". أمّا زينة فتبدو أكثر ليونة، تقول "اذا وجدت في ذلك الرجل شخصية مميزة قد أتغاضى عن هذا الموضوع، أسايره قليلاً ولكن لن اكون صورة منقحة لوالدته".
 البحث لا يزال مستمراً بالنسبة الى رجال كُثر، ومنهم من يتغاضى عن بعض متطلباته عندما يجد انّ الوقت صار لازماً للاستقرار وانجاب الاولاد. غير ان آخرين يذهبون في بحثهم عن الزوجة الى تلك التي لا تشبه والدتهم على الاطلاق، يقول فؤاد "أمي تريد ان تسير كل الأمور بمثالية، وترغب منا أن نتصرف وفقاً لهذا الاسلوب. أمّا أنا فلا أريد عندما اتزوج أن انتقل من سجن الوالدة المعقد الى سجن آخر، بل اريد منزلاً اكثر ليونة، هادئا يقوم على درجات متواضعة من النظام".
 "هكذا أريدها امي، تشبهك بكل تفاصيلك"، وهكذا يبحث طويلاً، الى ان يتنازل قليلاً عن رغبته الاولى، وهو على يقين بانه لن يجدها ابداً.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المشاركات