باقة من الورود, قالبٌ من الحلوى, قطعة من الملابس, مبلغ من النقود, هاتف جديد..هكذا يعيّد العالم أمهاته.
شكراً, كم هذا لطيف,ما كان يجب عليكم...هكذا تجيب أمهات العالم على هداياها.
أما في بلادي فالأمر مختلف: أكثرية الأمهات تتلقى التهاني والتباريك عبر الهاتف أو السكايب, ومع كل كلمة "نحبك" او "خلّيكِ فوق راسنا" تسيل الدموع لعدم إمكانية عناق فلذات الأكباد المهجّرين قصراً المَنفيين ظلماً.
قدرٌ قليل من الناس لا يرى في عيد الأم ما يستأهل البهجة المفرطة وكأنه يطوي في ثناياه شماتة بكل من خسر أمّه وبكل أمرأة دون أولاد فيعمّق الجروح غير المندملة. ولكن من يبتهج لهذا العيد في بلادي يعيش الحسرة المرافقة.
أمهات بلادي حزانى في عيدهنّ يا إعزائي. وكيف لا يكنَّ كذلك وهنّ يعانينَ لوعة الثكلى وأبناءهنّ بعيدين عنها مشتتين مبعثرين في بلاد الله شتّى, لا حول لهنّ سوى الصلاة لعودة الأحبّاء والتضرُّع لله تعالى ألّا يلفهنّ ثوب الرّدى والأبناء بعيدين عنها, فلا يسعهم أن يروا والدتهم في مماتها وهي أوّل من رآهم عند الولادة.
نعم. هذه هي أمنيات الأمهات عندنا حتى أصبحن يحسدنَ بعضهنَّ على هذه النعمة.
يقولون أن دعوات الأمهات لأبناءهنّ دائماً ما تتحقق ولو بعد حين, وحتى من بعد الرحيل يرقبنَ أولادهنّ وهنّ في جوار الرب. ولكن, ومن جهة أخرى, دعوات الأمّهات المعاكسة على كل من أذى وشتّت ألأبناء وأبعد الدفء عن الأحضان هي أيضاً.. مستجابة لدى القدر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق