مشروع جعجع لانتخابات 2013 قضم حصص حلفائه المسيحيين
ثريا حلو
قبل أكثر من عام على موعد الانتخابات النيابية، يسكن شبح هذه الانتخابات الأطراف السياسية وتحديداً حزب "المستقبل" الذي يصر على تجنب أي تغيير في القانون الانتخابي الحالي الذي يشكل ضمانة استمرار سيطرته على طائفته وعلى مناطق بأكملها مصادراً خيار الطوائف الأخرى.
وبعد الجلسات المسيحية في بكركي حيث بدا البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي مؤيداً لقانون انتخابي أكثر تمثيلاً للأقليات في المناطق التي تسيطر عليها طائفة كبرى، دبّ الرعب في "المستقبل"، ما استدعى لقاءاً بين الحريري ورئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع، والخلاصة حسبة لم تحسب حساباً للحلفاء المسيحيين.
بين اللقاءات السرية التي عقدها سمير جعجع مع مسؤولين سعوديين في زيارته الأخيرة الى المملكة العربية السعودية، جلس جعجع مطولاً مع الحريري بعد طلب الأخير وتمحور النقاش حول الانتخابات النيابية المقبلة، حيث كان الحريري واضحاً في طلبه الى جعجع معارضة مشروعي البطريرك ووزير الداخلية، وكسب الوقت لتفويت الفرصة على تبني مشروع جديد.
حسابات الشيخ سعد واضحة وهي تنبع من أن كل تغيير للقانون وتحديداً النظام النسبي سيؤدي الى نهاية السيطرة الأحادية على المقاعد السنية في مقابل وصول مجموعات وشخصيات سنية في الأكثرية الحالية الى البرلمان، واستناداً الى نتائج الانتخابات الأخيرة التي أظهرت ان هذه القوى تمثل 25 الى 30% من الأصوات السنية، فإن بوسع هؤلاء في ظل قانون انتخابي جديد الحصول على مقاعد في بيروت وطرابلس وصيدا وحتى في عكار، ما يعني دماراً للمستقبل الذي يستمد قوته التمثيلية من النواب السنة في البرلمان.
أما جعجع، الحليف المسيحي الأبرز لـ"المستقبل" فقد أدرك أهمية القضية، وبحسب معلومات "الانتقاد" فقد طالب في مقابل مناوراته للحفاظ على القانون الانتخابي الحالي "أن يعامله المستقبل كما يعامل حزب الله الجنرال عون"، وبمعنى أوضح فإن ما يطالب به جعجع هو الحصول على تكتل نيابي من عشرة نواب على الأقل، يجمع نواباً مسيحيين من بيروت وزحلة والشوف وعاليه. وهذا يعني حكماً خروج "المسيحيين المستقلين" من 14 آذار. فعلى سبيل المثال يريد جعجع في بيروت استبدال نايلة تويني، وسيرج طورسركيسيان، وعاطف مجدلاني وآخرين، متمسكاً فقط بنديم الجميل وميشال فرعون بسبب رمزية انتخابهم.
ووفق ما يطرح جعجع من مقايضة يبدو وكأنه يعتمد على حليفه لكي يصنع منه الزعيم الحقيقي لمسيحيي 14 آذار استباقاً لترشحه للانتخابات الرئاسية عام 2014. ويشرح جعجع وجهة نظره بأنه يجب ان تعطى له الوسائل التي تتيح له مواجهة عون وبكركي بشكل فعال وهذا ما لن يقدر على القيام به إلا من خلال تكتل نيابي وازن.
في الخلاصة فإن لدى جعجع مشروعاً طويل الأمد وهو يدرك جيداً كيف يستخدم حلفاءه خدمة لطموحاته. وانطلاقاً من هذا المشروع يمكن فهم الحملة الفجائية على البطريرك الراعي تحت عنوان انتقاد "دعمه" لنظام الأسد. هي حملة إذاً تخفي حملة أخرى، وما التأجيل للقاءات المسيحية في بكركي من أجل التحضير لمشروع قانون الانتخاب الا عنصراً في مشروع شامل يهدف الى قطع الطريق على أي تغيير للقانون الحالي.
في منطق رئيس القوات لا شيء مجانياً، ومع إصراره على أن ما لديه يبقى لديه، يحاول قضم حصص الآخرين. اليس في ذلك ما يشبه تصرف الميليشيات؟
ثريا حلو
قبل أكثر من عام على موعد الانتخابات النيابية، يسكن شبح هذه الانتخابات الأطراف السياسية وتحديداً حزب "المستقبل" الذي يصر على تجنب أي تغيير في القانون الانتخابي الحالي الذي يشكل ضمانة استمرار سيطرته على طائفته وعلى مناطق بأكملها مصادراً خيار الطوائف الأخرى.
وبعد الجلسات المسيحية في بكركي حيث بدا البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي مؤيداً لقانون انتخابي أكثر تمثيلاً للأقليات في المناطق التي تسيطر عليها طائفة كبرى، دبّ الرعب في "المستقبل"، ما استدعى لقاءاً بين الحريري ورئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع، والخلاصة حسبة لم تحسب حساباً للحلفاء المسيحيين.
بين اللقاءات السرية التي عقدها سمير جعجع مع مسؤولين سعوديين في زيارته الأخيرة الى المملكة العربية السعودية، جلس جعجع مطولاً مع الحريري بعد طلب الأخير وتمحور النقاش حول الانتخابات النيابية المقبلة، حيث كان الحريري واضحاً في طلبه الى جعجع معارضة مشروعي البطريرك ووزير الداخلية، وكسب الوقت لتفويت الفرصة على تبني مشروع جديد.
حسابات الشيخ سعد واضحة وهي تنبع من أن كل تغيير للقانون وتحديداً النظام النسبي سيؤدي الى نهاية السيطرة الأحادية على المقاعد السنية في مقابل وصول مجموعات وشخصيات سنية في الأكثرية الحالية الى البرلمان، واستناداً الى نتائج الانتخابات الأخيرة التي أظهرت ان هذه القوى تمثل 25 الى 30% من الأصوات السنية، فإن بوسع هؤلاء في ظل قانون انتخابي جديد الحصول على مقاعد في بيروت وطرابلس وصيدا وحتى في عكار، ما يعني دماراً للمستقبل الذي يستمد قوته التمثيلية من النواب السنة في البرلمان.
أما جعجع، الحليف المسيحي الأبرز لـ"المستقبل" فقد أدرك أهمية القضية، وبحسب معلومات "الانتقاد" فقد طالب في مقابل مناوراته للحفاظ على القانون الانتخابي الحالي "أن يعامله المستقبل كما يعامل حزب الله الجنرال عون"، وبمعنى أوضح فإن ما يطالب به جعجع هو الحصول على تكتل نيابي من عشرة نواب على الأقل، يجمع نواباً مسيحيين من بيروت وزحلة والشوف وعاليه. وهذا يعني حكماً خروج "المسيحيين المستقلين" من 14 آذار. فعلى سبيل المثال يريد جعجع في بيروت استبدال نايلة تويني، وسيرج طورسركيسيان، وعاطف مجدلاني وآخرين، متمسكاً فقط بنديم الجميل وميشال فرعون بسبب رمزية انتخابهم.
ووفق ما يطرح جعجع من مقايضة يبدو وكأنه يعتمد على حليفه لكي يصنع منه الزعيم الحقيقي لمسيحيي 14 آذار استباقاً لترشحه للانتخابات الرئاسية عام 2014. ويشرح جعجع وجهة نظره بأنه يجب ان تعطى له الوسائل التي تتيح له مواجهة عون وبكركي بشكل فعال وهذا ما لن يقدر على القيام به إلا من خلال تكتل نيابي وازن.
في الخلاصة فإن لدى جعجع مشروعاً طويل الأمد وهو يدرك جيداً كيف يستخدم حلفاءه خدمة لطموحاته. وانطلاقاً من هذا المشروع يمكن فهم الحملة الفجائية على البطريرك الراعي تحت عنوان انتقاد "دعمه" لنظام الأسد. هي حملة إذاً تخفي حملة أخرى، وما التأجيل للقاءات المسيحية في بكركي من أجل التحضير لمشروع قانون الانتخاب الا عنصراً في مشروع شامل يهدف الى قطع الطريق على أي تغيير للقانون الحالي.
في منطق رئيس القوات لا شيء مجانياً، ومع إصراره على أن ما لديه يبقى لديه، يحاول قضم حصص الآخرين. اليس في ذلك ما يشبه تصرف الميليشيات؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق