بولا يعقوبيان: المصريون يبرعون في التعبير يليهم اللبنانيون ثم الخليجيون

في حديث صحافي معها تناول خبرتها كمدربة على فن الخطابة والظهور التلفزيوني، قالت الاعلامية بولا يعقوبيان لصحيفة السفير "أن يتحدث سياسي أمام الكاميرا ويظهر انفعالاته داخل استديو مخصص للتّدرب على فن الخطابة وقوة الإقناع، فإنه أمر قد لا يكون سهلا. فقد يتحول الموقف من جدي الى هزلي ضاحك، نظراً لصعوبة اقتناع هذا السياسي نفسه بأن ما يقوم به يحتاج الى تركيز وجدية عالية".
واكّدت يعقوبيان صاحبة شركة "انتغريتيد كومنيكيشنز" التي تعنى بفن تدريب السياسيين وخطباء الشأن العام على الظهور التلفزيوني منذ ست سنوات بعد عودتها من حيث تدربت في نيويورك، انه "كان من الصعب عليّ التأقلم مع كل ما أراه وأسمعه من هؤلاء السياسيين، فأصبحت أركّز في المقابلات التي أجريها على تقييم أداء الضيف، بدلا من متابعة مضمون المقابلة".
وشدّدت بولا للصحافية زينب حاوي ان "المصريين يبرعون في التعبير بطلاقة، يليهم اللبنانيون ثم الخليجيون".

وتوضح انه "إزاء واقع لبناني مريض بالمذهبية والطائفية ومنغلق على نفسه وكاره للآخر، لا يمكن أن يُطلب من المتدرب السياسي أمراً مثالياً، كأن يكون مثلاً شخصاً عابراً للطوائف"!
بدأت الفكرة، بحسب يعقوبيان، من معايشتها للسياسيين، على مدى أكثر من ستة عشر عاماً في مجال الإعلام، ممن يجيدون الكلام والإقناع ويتمتعون بثقافة عالية، "لكنهم يتحولون أمام الكاميرا الى آشخاص متلعثمين، ولا يعرفون كيف يعبرون عن أفكارهم". من هنا، فكرت بخوض مجال التدريب لتجنيب السياسيين الارتباك الحاصل لديهم في إيصال المعلومات، وما عزز لديها الفكرة هو عملها آنذاك في قسم الإعلام الخارجي في تونس، وايكال مهمة التدريب لها، نظراً لضعف الكوادر هناك.
وتشير يعقوبيان الى أن هذه المهنة محاطة بالسرية، حيث يعقد اتفاق بين المدرب والمتدرب يطلب الأخير بموجبه الحفاظ على سرية الاسم والوسائل المستخدمة في التدريب من فيديو، وتسجيلات صوتية، بالإضافة الى الهفوات التي تحصل أثناء التدريب. وحتى عندما ينتقل المتدرب الى استديو واقعي، يتم أيضا تلف كل ما سُجّل، ويحتفظ المتدرب وحده بالشريط المصور للمقابلة.

وتلفت يعقوبيان الى "وجود مراكز تدريب إعلامية سيئة تسيء استخدام القواعد وتعتمد أفكاراً خاطئة، فتحيل المتدرب السياسي الى ما يشبه الرجل الآلي عبر إلغاء شخصيته، حيث يُطلب منه أن يتحرك تبعاً لإيقاع معين مرسوم له مسبقاً، أو أن يبقى جامداً ويتعامل مع الجمهور بطريقة فوقية، بينما المطلوب هو التفاعل والتقرب الى الجمهور بغية تحقيق عملية الإقناع".
وتضيف بالقول انه "يجب أن يُترك المتدرب على طبيعته، فالتدريب ليس تمثيلاً بل هو تظهير لجزء من هذا التمثيل في كل واحد منّا، وتنمية القدرات لا خلقها، أي تظهير كل ما في الداخل واستثماره فيزيولوجياً. فيكون بذلك نفسه ويأخذ بعدها ما يعجبه من شخصيات أخرى".
وتستدرك قائلة: "العفوية مطلوبة عندما يتعلم المتدرب القواعد، ويعلم كيف يخالفها عبر مسار طويل من التمرس، لكن أحداً من السياسيين في لبنان لم يصل الى هذا المستوى".
وتستذكر شخصيات سياسية برعت في فن الخطابة قبل إطلاق النظريات والقواعد في هذا المجال، منهم الرئيس جمال عبد الناصر. كما اشتهر الرئيس الأميركي باراك أوباما كأفضل خطابي في العالم وسبقه الرؤساء: رونالد ريغان، وبيل كلينتون، وطوني بلير وغيرهم من الزعماء الإنكليز الذين يجيدون فن الخطابة.
وردا على سؤال توضح أن "التطور التكنولوجي فرض مسؤولية كبيرة على مهنة التدريب، لأن الجمهور بات متابعا وناقداً، نظراً لطفرة وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي. كما أصبح من الصعب اخفاء أي تفصيل صغير في وجه شخصية ما، مع وجود أحدث آلات التصوير والإضاءة. فباتت الزاوية ضيقة ومركزة على الوجه بخلاف إعلام "الأسود والأبيض"، حيث تختفي الملامح وتضيع التفاصيل في صورة ملتقطة من بعيد للشخص المعني".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المشاركات