"اللواء": إعلان نصر الله بأن صواريخه سورية عزّز موقف "14 آذار" بأن السلاح له مصالح إقليمية


كتب عمر البردان في "اللواء":

لم تكن مشاركة قوى "14 آذار" في جلسات الحوار الأخيرة نتيجة اقتناع بجدوى مثل هكذا حوار في ظل الظروف الراهنة التي يمر بها البلد تحت وطأة السلاح، بقدر ما كانت استجابة لرغبة رئيس الجمهورية ميشال سليمان وبتشجيع واضح من المملكة العربية السعودية التي سبق وزارها الرئيس سليمان، طالباً دعمها لاستكمال نصاب هيئة الحوار، وهذا ما حصل من خلال مشاركة تيار "المستقبل" وقوى "14 آذار" في الجلستين السابقتين.

واستناداً إلى ما أبلغته مصادر نيابية بارزة في قوى المعارضة مشاركة في الحوار لـ"اللواء"، أن قرار تعليق مشاركة "14 آذار" في جلسات الحوار، جاء نتيجة قراءة معمقة بمجريات الجلستين الماضيتين، حيث كان "حزب الله" ومعه حلفاؤه في "8 آذار" يتهربون من بحث موضوع السلاح الذي يشكل المادة الوحيدة على جدول الأعمال، إلى أن جاء موقف النائب محمد رعد الأخير ليظهر حقيقة موقف هذا الفريق من الحوار، وليؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن قوى "8 آذار" وفي مقدمها "حزب الله" ليس بوارد الموافقة على السماح ببحث مصير سلاحه المرتبط بالمحور السوري الإيراني، بدليل ما قاله الأمين العام لـ"حزب الله" في خطابه بذكرى عدوان تموز إن الصواريخ التي أطلقتها المقاومة باتجاه إسرائيل كانت سورية الصنع، ما يعزز موقف "14 آذار" بأن هذا السلاح ما وجد إلا لتحقيق مصالح إقليمية على حساب مصلحة لبنان وشعبه.

وتشير المصادر إلى أن الموقف الذي اتخذته المعارضة بتعليق المشاركة في الحوار، إنما جاء حصيلة نقاشات مستفيضة داخل فريق "14 آذار"، وليس له أي ارتباطات إقليمية كما يروج الفريق الآخر، عازياً هذا الموقف إلى ضغوطات سعودية على المعارضة اللبنانية، مشددة على أن هذه الأخيرة وجدت نفسها أمام خيارين، إما أن تستمر في المشاركة في جلسات الحوار وبما تشكله من مخاطر أمنية مباشرة على الشخصيات المشاركة، خاصة مع استمرار رفض الحكومة تقديم "داتا" الاتصالات كاملة وبما فيها الـ"IMSI" للأجهزة الأمنية لتعقب المجرمين الذين يقفون وراء محاولات وجرائم الاغتيالات التي حصلت في لبنان، وإما أن يبقى الحوار لمجرد الحوار.

وتؤكد المصادر أن قوى "14 آذار" توصلت إلى قناعة ثابتة بأن هناك أطرافاً تستخدم الحوار لتضييع الوقت والمماطلة، خاصة وأن "حزب الله" كان يتهرب في كل مرة من مناقشة استراتيجيته الدفاعية لبحث مصير سلاحه، الأمر الذي اضطر قوى المعارضة إلى تعليق مشاركتها، لأنها شعرت جدياً بوجود مخاطر حقيقية على حياة قادتها بعد قرار الحكومة وبتحريض فاضح من وزراء "8 آذار" عدم السماح للأجهزة الأمنية بالحصول على "داتا" المعلومات لكشف حركة الاتصالات التي تقود إلى معرفة الجهات التي تقف وراء محاولات الاغتيال الأخيرة.

وتكشف أن هناك تحذيرات وجهت إلى عدد من قيادات "14 آذار" المشاركة في الحوار، بأنه قد يصار إلى استهدافها، ما يفرض عليها اتخاذ تدابير احترازية والتخفيف من حركة تنقلاتها لعدم تعريض نفسها لأي مخاطر، طالما أن "داتا" الاتصالات لم تعط كاملة للأجهزة الأمنية، وبالتالي فإن مخاطر الاغتيال تبقى قائمة وبقوة، وهذا ما يفرض على قوى المعارضة اتخاذ ما يلزم لحماية قادتها من محاولات الاغتيال التي ينفذها المستفيدون من حجب "الداتا" عن الأجهزة الأمنية.

وأشارت المصادر إلى أنه طالما أن الحكومة ستبقى على موقفها الرافض في ما يتصل بتسيلم "الداتا" فإن لا مشاركة في الحوار، وليس ذلك استهدافاً للرئيس سليمان وإنما انسجاماً مع الموقف المطالب ببحث سلاح "حزب الله" على طاولة الحوار، بعدما أصبح هذا السلاح موضع خلاف بين اللبنانيين وليس محط إجماع، وبالتالي ليس مقبولاً الاستمرار على هذا الوضع، ولا بد لـ"حزب الله" أن يقتنع بأن سلاحه بات يشكل عبئاً كبيراً على كاهل اللبنانيين، ولا بد من إيجاد الحل المناسب له في إطار الاستراتيجية الدفاعية التي يجب أن يشارك فيها جميع اللبنانيين. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المشاركات